الإخلاص في العمل

الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله -سبحانه- ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة؛ فهو لا يعمل ليراه الناس وإنما لله سبحانه وتعالي .

تجد بعض الناس يعملون بإخلاص وزمه وضمير طالما أن هناك عليه رقابه من المديرين أو الرؤساء أو المشرفين وعندما يغيب هؤلاء ترى التباطئ والكسل وربما ترك العمل أصلا وكان الله لا يراه

فعلي سبيل المثال

عندما تذهب لإنهاء بعض الأوراق الخاصة بك في احدي المصالح الحكومية تجد أشياء غريبة حيث تجدهم وكأنهم في نادي أو استراحة فتجد منهم من يترك العمل ومنهم من يروي علي صاحبه بعض الحكايات ومنهم من تنسج بعض الاقمشه ومنهم من يأكل وحينما تسال إن ينهي لك الأوراق الخاصة بك تجده يقول لك (فوت علينا بكره )

هذا ليس من خلق الإسلام وإنما على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه؛ لأن الله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى.

أيها الأحبة: إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر، وإذا كان كثيراً ورصدت له الإمكانيات والجهود ولكن لم يصاحبه إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر وربما يهلك ولا يكون له وجود

ولقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في فضل المخلصين منها:
ما رواه ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء ).

قال ابن القيم – رحمه الله العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه

فالمخلصون معهم الله لأنهم يقصدون بأعمالهم وجه الله، ومن كان الله معه فلا يقدر عليه أحد، ومن ليس معه الله فلا ينفعه أحد

وللإخلاص فوائد كثيره منها

1. أنه الأساس في قبول الأعمال والأقوال.

2. الإخلاص هو الأساس الرقي والتقدم والتطور.

3. الإخلاص يرفع مكانه الفرد في المكان الذي يعمل به وأيضا في والآخرة عند الله.

4. يبعد عن الإنسان شرور الأعداء ودسائسهم .

5. يحرر الفرد من مكان إلي أخر أفضل بكثير طالما هذا الإخلاص كان لله.

6. يقوي العلاقات الاجتماعية بكل من حولك في العمل وحتى في غير العمل .

7. يفرج الشدائد ويعينك الله عليها .

8. يحقق الطمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسعادة لاداءه عمله بكل نزاهة وشرف.

9. يقوي إيمان الإنسان ويُكرِّه إليه الفسوق والعصيان..

10. وأيضا سبب لحصول البركة في الرزق .

من علامات الإخلاص لله في العمل

استواء المدح والذم من العامة. فالمسلم بعد إخلاصه في العمل لوجه الله عزوجل تجد أن مدح الناس له وذمهم إياه سواء، لأنه ينتظر الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى
اقتضاء ثواب العمل عند الله في الاخره بأن يريد المرء بهذا العمل، التقرب إلى الله تعالى،والفوز برضا الله تعالى عليه، ودخول الجنة بإذن الله تعالى، وَمنّه، وفضله
وكل بلد لا تتقدم ولا تتطور إلا إذا كان أهلها مخلصين في عملهم وهذا ما رأيناه مؤخرا ونتمنى من الله عزوجل أن يزول وهو عندما تغلبت المصلحة الشخصية لكل من بيده سلطه أو حتي منصب بسيط علي المصلحة العامة للبلد وماذا كانت النتيجة .

إن الله ليقيم الدولة العادلة وان كانت كافره ويهدم الدولة الظالمة وان كانت مؤمنه

وفي النهاية حتي لا أطيل عليكم اسئال الله أن يجعلنا من المخلصين له سبحانه وتعالي لا لأحد سواه

تحياتي