هل هناك علاقة بين الأخلاق والعمل؟

فالأخلاق في الإدارة هي شيء لازم في العالم المتقدم وأيضاً أي مخالفة لهذا تقابل باستهجان كبير من أي شخص عادي

وأيضاً فإن الإدارة لا تفترض أن العاملين ليس لديهم مشاعر أو انهم ليس من البشر. بل الإدارة تتعامل مع طبع الشخص واحتياجاته. فكيف بمقدورك أن تحفز العاملين إن لم تعاملهم كبشر لهم احتياجات ومشاعر؟ هل تظن أن عدم احترام العاملين هو أمر مقبول لأنه يأتي في إطار العمل؟

هل تعتقد أنه من الصحيح أن تطلب من أحد العاملين عدم ذهابه لحضور جنازة أقرب أقاربه أو أن لا تدعه أن يأخذ أجازه ليهتم بابنه أو زوجته المريضة؟ اذا استشهدت بالأجانب فهم لا يفعلون ذلك. ألم تسمع أن رئيس الوزراء ببريطانيا أخذ إجازة طويلة عندما رزق بمولود؟

العمل هو العمل نعم، ولكن ماذا يعني ذلك؟ ان تعطي كل ذي حق حقه فلا تجعل مشاعرك تجاه احد الأشخاص تتحكم في قراراتك في العمل. لا تتثاقل على شخص ما لأنه لا يخالف لوائح عمله حتى يرضيك. لا تتنازل عن حقوق شركتك لكي تجامل الآخرين.

العمل يؤدي للربح ولاكتساب المال ولكن من خلال جو أخلاقي. وليس معناه الخداع أو خيانة الأمانة أو أخذ الرشوة أو تقوم بالسرقة والكذب أو الظلم أو القول البذيء .

أحيانا تكون نظرتنا للأمور في إطار ضيق فنقول: يا أخي هذا أمر هين ولا توجد مشكلة من التلاعب فيه. في الواقع إن أية مخالفة أخلاقية بسيطة تؤدي إلى المشاكل الكبيرة.

ومثال على ذلك فالتلاعب في أى رقم في تقرير يومي يؤدي لتغير في متوسط هذا الرقم على مستوى اليوم أو الشهر بل تؤدي إلى فشل عمليات التحليل والتطوير لأن هذه الأرقام ليست مثل الواقع. دعنا نرى  هذه الأمثلة :

هذه بعض الأمثلة لمواقف لها علاقة بالأخلاقيات في العمل

الوعود
أنت مدير في العمل وأتى اليك المرؤوس يشكو لك قلة راتبه فأعطيته وعد بحوافز إن أثبت كفاءته ولكن أنت لا تَنوي أن تكافئه أو تعلم أنه ليس بمقدورك مكافأته.

فهذا من الناحية الأخلاقية يعني أنك إنسان كذاب ومخادع.

وأيضاً من الناحية الإدارية تقل ثقة الشخص بك وفي إدارة المؤسسة بل وسينقل هذا الانطباع للآخرين. وذلك يؤدي إلى انخفاض أداء العاملين وقلة رغبتهم في إعطاء أي مجهود زائد .

 تقارير العمل
اذا كنت مدير وطلب منك أن تقدم تقارير لرئيسك عن سير العمل فطلبت من المرؤوسين تجهيز هذا التقرير.

ولكن عندما رأيت هذا التقرير لاحظت أنه يظهر بعض المشاكل لا تريد توضيحها على رؤسائك فطلبت من موظفيك إحداث بعض من التغييرات القليلة  في الأرقام لتغيير الحقائق أو عرضها بشكل جيد.

من الجانب الأخلاقي أنت انسان كذاب وغشاش ومزور.

من الجانب الإداري صرت قدوة سيئة لموظفيك وكن على ثقة أنهم سيفعلون نفس الشئ معك. القدوة السيئة تسري كذلك لزملائك من المديرين الذين قد يجدون أن أسلوبك هو الذي أظهرك أمام رؤسائك بطل عظيم وبالتالي يقلدونك.

بعد قليل تصبح التقارير كلها غش وكذب وحقائق مزيفة.فهذا يؤدي إلى فشل داخل الإدارة وبالتالي العمل

التوظيف
اذا كنت مدير شركة لا تملكها وأعلنت عن وظيفة وتقدم لك كثير من المرشحين وقمت بعمل الازم من الاختبارات وحددت المرشحين ذوي الكفاءة وقررت ان تختبرهم.

وعند إصدار قرارك النهائي تذكرت أن أحدهم الأقل كفاءة كان قد جاء بتوصية من أحد أقاربك أو أصدقائك المقربين فاستبعدت أحد المرشحين الأكثر كفاءة واخترت هذا الشخص صاحب التوصية.

أليست هذه خيانة للأمانة؟ ماذا كنت تقول لو كنت أنت من تملك هذه الشركة وعلمت بذلك؟ الأمر لا يقف عند إحباط  صاحب الكفاءة بل يتعداه إلى غيره من الآخرين الذين يعلمون بما حدث معه ويفقدون الثقة في المجتمع .

بل وغيرهم من الذين هم أصغر منهم سنا بإحساسهم أن لا فائدة من الاجتهاد في التعلم، أليس مشاركا في كل هذا.

من ناحية الإدارة فإن مثل هذا القرار يؤثر بالسلب على حركة المؤسسة ويشعر الموظفين بأن التوصيات هي من تتحكم في ترقياتهم وتقييمهم مما يؤدي الى تلاشى حماسهم.

ملخص أخلاقيات العمل

• لا يمكن لأي عمل الاستمرار والنجاح بدون أخلاقيات العمل، والتي تحدد الصحيح من الخاطئ، وتوضح لكل فرد في المؤسسة طبيعة السلوك الذي يجب عليه أن يسلكه لتحقيق الهدف الموحد.
• من ضمن ما ينتج عن اتباع أخلاقيات العمل انتشار النزاهة والحيادية والابتعاد عن اللهاث وراء المصالح الشخصية دون النظر للآخرين، ما يمنع فرص انتشار الفساد.
• التوفيق ما بين سلطة الإدارة ومسؤولياتها التي يجب أن تؤديها، فلا يجب إساءة استخدام السلطة قولًا واحدًا.
• توضيح كافي فيما يخص الحقوق والواجبات، بحيث يتم اتخاذ إجراءات تجاه المخطئ، وكذلك منح المصيب الثواب.
• خلق بيئة عمل مريحة وغير مجهدة للموظفين، والقضاء على فرص إشاعة الفوضى بالمجتمع عمومًا.